كتبَ الوترْ.. عزفَ الوترْ
|
سكتَ الوترْ
|
هذا الفتى القرشيُّ يأكلُ من كتابتهِ السهرْ
|
هذا الفتى القرشيُّ يرعى
|
من مواسمهِ المطرْ
|
( قد مات )....
|
ويحك يا فمي !!
|
أتقول ماتَ بلا حذرْ
|
أتقول غادرنا صباحاً
|
دون أن تعطي الصباحَ ظلال حزنٍ أو كدرْ
|
أتقول مملكة العيون مساؤه
|
ورياحهُ عبرتْ
|
وما قلتَ اهتدى للريحِ
|
ما قلتَ انتصرْ
|
لِمَ لا تقول بأنه آخى ترابَ الأرضِ
|
أو قلْ إنه
|
قد غابَ كي يأتي لنا يوما بأوراقِ القمرْ
|
لِمَ لا ترققُ من حديثك مرةً
|
قل عنه لملمَ حزمةً من نور
|
كي يهدي السراةَ إلى دهاليزِ السحرْ
|
قلْ عنه لملمَ آخر الأوراقِ
|
كي يملي قصيدتهُ ويكتبَ
|
أو لنكتبَ عن حكايتهِ إلى كل البشرْ
|
قلْ ما تشاء سوى الذي قد قلتَ ماتَ..
|
وغابَ عنا..
|
وهْوَ لما غابتْ الدنيا جميعاً قد حضرْ
|
قلْ ما تشاء سوى الوداعِ ونارهِ
|
فهو الذي بالحبِّ علمنا اللقاءَ ودفئه
|
وهو الذي صافى ووافى وابتكرْ
|
صِفْ عُنفَ رقَتهُ
|
وُقلْ ما كنتَ تدري يا فمي
|
كيفَ استماتَ على خبرْ
|
يأتي من الجولان و الأقصى
|
ومن بيروت شاهدةُ الأثرْ
|
وبأنه يوما تمادى أن يشيلَ الظلَّ
|
لامسَ ظلهُ يوماً بعنفٍ فانكسرْ
|
قُلْ مرةً
|
قد همَّ يعبرُ زهرةً في الحقلِ تشبههُ
|
وكانتْ زهرةُ البستانِ في لون المنى
|
لما رآها قد عثرْ
|
هي قصةٌ للريحِ في فمهِ
|
وقصةُ جارهِ بعدوهِ حين انحنى للريحِ كي تمضي
|
تنحنحَ وانتحرْ
|
ما كان ندَّا أو أخا ندٍ لصوتِ الريحِ مُذْ جاءتْ
|
تناسى هامةً في الأفقِ ترصدُ ما ستأخذه الرياحُ من الشجرْ
|
ومضى يسبِّحُ باسم من زرعوا المماتَ
|
ويلعن الموتى ويجهرُ في عداوتهِ
|
ويؤمنُ بالقضاءِ وبالقدرْ
|
قلْ عنه ليس كجارهِ
|
إن شئتَ صفْ أشياءه الاخرى
|
فلم يتركْ حصاناً واقفاً لم ينتظرْ
|
لا ينتمي للزعتر البري إلا عاشقٌ ليدين من حجرٍ أحبَّ
|
( لأحمد المنسيِّ بين فراشتينِ )
|
لاحمد المزروع حباً بالحجرْ
|
حاصرْ حصاركْ بالحجرْ
|
قمْ يا فمي ولتختصرْ جدلاً
|
ولا تسهبْ لنا كي لا نرى صدرَ الأحبةِ ينفطرْ
|
* * *
|
كان الفتى القرشيُّ يعرفُ عن مساوئنا
|
ويكتبُ عن محاسننا
|
ويربكه جوادُ الحرفِ ، يلجمهُ فيصهلُ
|
ثم يلجمهُ ليبتدعَ القصيدَ ويختصرْ
|
هذا الفتى المضريُّ جاورنا سنينَ القحطِ
|
واعتادتْ حرائقنا على ما يشتهيهِ من السيرْ
|
هذا الفتى المحمودُ درويشٌ بطيبتهِ
|
لذا أسماه والده بمحمود العذاب المنتظرْ
|
بالحبِّ صورنا على أعصابِ دفترهِ
|
وحاذرَ أن يبددنا بمسرحهِ الكدرْ
|
قد خفّ من عشقٍ وخفّ من الهوى
|
وأذابَ جمراً بين أضلعهِ وكابرَ واستترْ
|
كي لا يمرَّ على مواسمنا الشررْ
|
هذا الفتى القرشيُّ يمضغهُ الضجرْ
|
وتنام فوقَ جفونهِ
|
زُمرٌ من الأحزان تتبعها زُمرْ
|
* * *
|
أنا لا أرى نخلاً بسيرتهِ
|
أرى الزيتونَ منتبهاً لغربتهِ
|
وألمحُ فرحةً كبرى برائحةِ الحفرْ
|
قبرٌ يضمكَ بعد أن
|
ضمتكَ كلُّ قلوبنا زمناً
|
وما زلنا بشعركَ نأتزرْ
|
( لا تعتذرْ عما فعلتَ )
|
صنعتَ تاريخاً نحبكَ باسمهِ
|
وزرعتنا صوراً تباغتها صورْ
|
( والعابرون ) سيفرحون سيجلسون القرفصاءَ
|
يقول آخرهمْ من القوقاز شاعرهم مضى
|
لن يدركوا الكلماتِ باقيةً ويمضي العابرون مع الكلام بلا أثر
|
لا غيمةً بالشعر بعدكَ سوف نرقبها
|
فنمْ يا سيدي ما شئتَ دعْ عملَ السفينةِ
|
للذي ربحَ الرهانَ وما أتاك ليعتذرْ
|
وأكتبْ عن اللا وقتِ عن لغةِ الحديثِ
|
رأيت دارجةً أم الفصحى هناك؟
|
فكلُّ أسئلةِ الوجودِ
|
وكلُّ أسئلةِ الغيابِ على غيابكَ تزدهرْ
|
“لا تعتذر عما فعلت” فإننا
|
من بعد ما لوحتَ في شفةِ الرحيلِ
|
سننكسرْ
|
0 التعليقات:
إضغط هنا لإضافة تعليق
إرسال تعليق
Blogger Widgets